كل ذلك جعل موقف المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى - الذى أعلن خوضه الانتخابات فى حال توافق القوى السياسية، صعبا للغاية، ويرجع البعض تأخر إعلان "صباحى" موقفه النهائى إلى رغبته فى التعرف على موقف "السيسى" من الترشح أولا، مؤكدين أن ترشح السيسى سيصعب من مهمة "صباحى" فى ظل ما يحظى به السيسى من دعم وتأييد شعبى وسياسى.
وأضافت مصادر مقربة من "صباحى" أنه حاليا مصاب بحالة من التردد والقلق نتيجة زيادة الضغوط عليه لتخلى جبهة الإنقاذ وجزء كبير من التيار الناصرى، عن دعمه من جانب، وإصرار شباب التيار الشعبى على ترشحه للرئاسة فى مواجهة المشير عبد الفتاح السيسى من جانب آخر.
واستبعدت المصادر قبول صباحى الانسحاب من السباق الرئاسى، والانضمام إلى الفريق الاستشارى الخاص بالمشير عبد الفتاح السيسى، مؤكدة على استمرار التواصل مع القوى السياسية والثورية بهدف إقناعها بضرورة دعم مرشح مدنى يعبر عن أهداف الثورة.
وفى هذا السياق قال المكتب الإعلامى للتيار الشعبى، إنه يقوم منذ أيام بعقد سلسلة من الاجتماعات مع القوى السياسية، لاتخاذ قرار نهائى بشأن خوض حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى للانتخابات الرئاسية المقبلة، لافتا إلى أن "صباحى" حتى الآن مرشح محتمل للرئاسة.
وأضاف المكتب الإعلامى أن الموقف النهائى لحمدين صباحى من خوض الانتخابات سيعلن قريبا، خلال أيام.
وعلى الجانب الآخر قال أمين سر جبهة الإنقاذ، عمر الجندى، إن جبهة الإنقاذ على وشك الاجتماع خلال الأسبوع الجارى، مشيرا إلى أن تأخر الجبهة فى الاجتماع عقب إعلان رئيس الجمهورية، عدلى منصور، إجراء تعديلات بخارطة الطريق وإجراء الانتخابات الرئاسية أولا، كان بسبب مرض رئيس حزب المصريين الأحرار الدكتور أحمد سعيد.
وأضاف "الجندى" لـ "اليوم السابع": أن هناك شبه إجماع بين قيادات الجبهة على دعم المشير عبد الفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة، نافيا وجود اتصالات بين حمدين صباحى وقيادات الجبهة لكسب دعمهم فى الانتخابات الرئاسية، لافتا إلى أن عددًا من الشخصيات لم تعلن رغبتها فى الترشح حتى التعرف على الموقف النهائى للمشير.
من جانبه قال الأمين العام لحزب التجمع، مجدى شرابية، أن الحزب ينظم اجتماعا طارئا يوم السبت القادم، للأمانة العامة للحزب لإصدار قرار رسمى للحزب لدعم أحد مرشحى الرئاسة، مشيرا إلى أن الأمانة العامة تضم القيادة المركزية وأمانة المحافظات.
وأضاف "شرابية" أن هناك اتجاها داخل الحزب لدعم المشير عبد الفتاح السيسى لانتخابات الرئاسة، وأن قواعد الديمقراطية تفرض على الحزب عقد اجتماع لأمانته العامة لإصدار قرار رسمى بذلك.
وتابع "شرابية" أن أغلب قيادات وأفراد جبهة الإنقاذ أعلنت دعمها للفريق السيسى بشكل فردى، موضحا أن الأمر داخل الجبهة أصبح متجها لدعم "السيسى"، مؤكدا على حق حمدين صباحى الترشح للرئاسة.
واستطرد شرابية أن "صباحى" أعلن خوضه الانتخابات دون الرجوع إلى جبهة الإنقاذ التى هو جزء منها، وأن الأمر لم يناقش فى وقت سابق داخل الجبهة.
وبدوره أكد حسام الخولى، سكرتير عام حزب الوفد، أن نزول المشير عبد الفتاح السيسى لمعركة انتخابات الرئاسة سيعيد حسابات أى شخص يفكر فى ترشحه للرئاسة، ومن بينهم حمدين صباحى وسامى عنان وغيرهم من الشخصيات.
ولفت "الخولى" إلى أنه قد يكون هناك صعوبة فى دعم الحزب لحمدين صباحى نظرا لتباعد الأفكار فهو يميل للاتجاه الناصرى اليسارى والحزب فكره ليبرالى، موضحا أن جبهة الإنقاذ حال استمرارها ستكون تحالفا سياسيا يتم الاحتياج لها حال وجود أزمات وطنية تتعرض لها البلاد، مشيرا إلى أنه قد يحدث اختلافات حول توجهات الأحزاب المنضوية داخل الجبهة فى الموقف تجاه مرشحى الرئاسة.
ومن جانبه، أكد الدكتور عمرو هاشم، ربيع أستاذ العلوم السياسية، أن ترشح المشير عبد الفتاح السيسى، للرئاسة أصبح لا محالة وعليه أن يضع برنامج قوى لخدمة الشارع المصرى، لافتا إلى رغبته فى أن يكون هناك منافسة قوية بين عدد كبير من المرشحين وعدم تردد البعض فى النزول حال ترشح "السيسى".
وأضاف هاشم أن ذلك أفضل حتى يكون هناك بديل حال تعرض أى مرشح لأى مكروه، موضحا أن "السيسى"، يتمتع بشعبية ساحقة وسيأخذها من الجولة الأولى حال نزوله.
واعتبر "هاشم ربيع " أن حمدين صباحى متردد فى حسم موقفه تجاه ترشحه للرئاسة، وأن ذلك قد يكون نتيجة تخوفه من خوض المعركة والخسارة للمرة الثانية، كما أنه من الممكن أن يكون صباحى يفكر فى الحصول على منصب ضمن فريق "السيسى".
ونصح "هاشم ربيع"، صباحى وغيره من المرشحين أمثال الفريق أحمد شفيق و"سامى عنان"، و"عمرو موسى" بالترشح ودخول السباق الرئاسى، حتى لو على سبيل المنافسة، مستنكرا إعلان مجلس القوات المسلحة دعم "السيسى"، معتبرا أن ذلك جعل المجلس طرفا فى اللعبة السياسية.
وأشار ربيع إلى أن أى مرشح يفكر فى الترشح للرئاسة أصبح فى حالة ورطة بعد بيان المجلس أمس وأحدث حالة من الرعب لدى جميع المرشحين.
إرسال تعليق